فصل: قال ابن الجوزي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الماوردي:

قوله تعالى: {والعادياتِ ضَبْحًا} في العاديات قولان:
أحدهما: أنها الخيل في الجهاد، قاله ابن عباس وأنس والحسن، ومنه قول الشاعر:
وطعنةٍ ذاتِ رشاشٍ واهيهْ ** طعنْتُها عند صدور العاديْه

يعني الخيل.
الثاني: أنها الإبل في الحج، قاله علي رضي الله عنه وابن مسعود ومنه قول صفية بنت عبد المطلب:
فلا والعاديات غَداة جَمْعٍ ** بأيديها إذا صدع الغبار

يعني الإبل، وسميت العاديات لاشتقاقها من العدو، وهو تباعد الرجل في سرعة المشي؛ وفي قوله: {ضبحًا} وجهان:
أحدهما: أن الضبح حمحمة الخيل عند العدو، قاله من زعم أن العاديات الخيل.
الثاني: أنه شدة النّفس عند سرعة السير، قاله من زعم أنها الإبل، وقيل إنه لا يضبح بالحمحمة في عدوه إلا الفرس والكلب، وأما الإبل فضبحها بالنفَس؛ وقال ابن عباس: ضبحها: قول سائقها أج أج؛ وهذا قَسَمٌ،
{فالموريات قَدْحًا} فيه ستة أقاويل:
أحدها: أنها الخيل توري النار بحوافرها إذا جرت من شدة الوقع، قاله عطاء.
الثاني: أنها نيران الحجيج بمزدلفة، قاله محمد بن كعب.
الثالث: أنها نيران المجاهدين إذا اشتعلت فكثرت نيرانها إرهابًا، قاله ابن عباس.
الرابع: أنها تهيج الحرب بينهم وبين عدوهم، قاله قتادة.
الخامس: أنه مكر الرجال، قاله مجاهد؛ يعني في الحروب.
السادس: أنها الألسنة إذا ظهرت بها الحجج وأقيمت بها الدلائل وأوضح بها الحق وفضح بها الباطل، قاله عكرمة، وهو قَسَمٌ ثانٍ.
{فالمغيرات صُبْحًا} فيها قولان:
أحدهما: أنها الخيل تغير على العدو صبحًا، أي علانية، تشبيهًا بظهور الصبح، قاله ابن عباس.
الثاني: أنها الإبل حين تعدو صبحًا من مزدلفة إلى منى، قاله علي رضي الله عنه.
{فأثَرنَ به نَقْعًا} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: فأثرن به غبارًا، والنقع الغبار، قاله قتادة، وقال عبد الله بن رواحة:
عدمت بُنَيّتي إن لم تَروْها ** تثير النقْعَ من كنفي كَداءِ

الثاني: النقع ما بين مزدلفة إلى منى، قاله محمد بن كعب.
الثالث: أنه بطن الوادي، فلعله يرجع إلى الغبار المثار من هذا الموضع.
{فَوَسَطْنَ به جَمْعًا} فيه قولان:
أحدهما: جمع العدو حتى يلتقي الزخف، قاله ابن عباس والحسن.
الثاني: أنها مزدلفة تسمى جمعًا لاجتماع الحاج لها وإثارة النقع في الدفع إلى منى، قاله مكحول.
{إنّ الإنسان لِربِّه لَكَنُودٌ} فيه سبعة أقاويل:
أحدها: لكفور قاله قتادة، والضحاك، وابن جبير، ومنه قول الأعشى:
أحدثْ لها تحدث لوصْلك إنها ** كُنُدٌ لوصْلِ الزائرِ المُعْتادِ

وقيل: إن الكنود هو الذي يكفر اليسير ولا يشكر الكثير.
الثاني: أنه اللوام لربه، يذكر المصائب وينسى النعم، قاله الحسن، وهو قريب من المعنى الأول.
الثالث: أن الكنود الجاحد للحق، وقيل إنما سميت كندة لأنها جحدت أباها، وقال إبراهيم بن زهير الشاعر:
دع البخلاءَ إن شمخوا وصَدُّوا ** وذكْرى بُخْلِ غانيةٍ كَنوُدِ

الرابع: أن الكنود العاصي بلسان كندة وحضرموت، وذكره يحيى بن سلام.
الخامس: أنه البخيل بلسان مالك بن كنانة، وقال الكلبي: الكنود بلسان كندة وحضرموت: العاصي، وبلسان مضر وربيعة: الكفور، وبلسان مالك بن كنانة: البخيل.
السادس: أنه ينفق نعم الله في معاصي الله.
السابع: ما رواه القاسم عن أبي أمامه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكنود الذي يضرب عبده ويأكل وحده ويمنع رفده» وقال الضحاك: نزلت في الوليد بن المغيرة، وعلى هذا وقع القسم بجميع ماتقدم من السورة.
{وإنَّه على ذلك لَشهيدٌ} فيه قولان:
أحدهما: أن الله تعالى على كفر الإنسان لشهيد، قاله ابن جريج.
الثاني: أن الإنسان شاهد على نفسه، لأنه كنود، قاله ابن عباس.
{وإنه لِحُبِّ الخيرِ لشديدٌ} يعني الإنسان، وفي الخير ها هنا وجهان:
أحدهما: المال، قاله ابن عباس، ومجاهد وقتادة.
الثاني: الدنيا، قاله ابن زيد.
ويحتمل ثالثًا: أن الخير ها هنا الاختيار، ويكون معناه: وإنه لحب اختياره لنفسه لشديد.
وفي قوله: {لشديد} وجهان:
أحدهما: لشديد الحب للخير، وشدة الحب قوته وتزايده.
الثاني: لشحيح بالمال يمنع حق الله منه، قاله الحسن، من قولهم فلان شديد أي شحيح.
{أفَلاَ يعلم إذا بُعْثِرَ ما في القُبورِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: من فيها من الأموات.
الثاني: معناه مات.
الثالث: بحث، قاله الضحاك، وهي في قراءة ابن مسعود: بُحْثِرَ ما في القبور.
{وحُصِّلَ ما في الصُّدُورِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ميز ما فيها، قاله الكلبي.
الثاني: استخرج ما فيها.
الثالث: كشف ما فيها.
{إنَّ ربَّهم بهم يومئذٍ لَخبيرٌ} أي عالم، ويحتمل وجهين:
أحدهما: لخبير بما في نفوسهم.
الثاني: لخبير، بما تؤول إليه أمورهم. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
قوله تعالى: {والعاديات} فيه قولان:
أحدهما: أنها الإبل في الحج، قاله على، وابن مسعود، وعبيد بن عمير، والقرظي، والسدي.
وروي عن علي أنه قال: {والعاديات ضبحًا}من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى، وروي عن علي أنه قال هذا في صفة وقعة بدر.
قال: وما كان معنا يومئذ إلا فرس.
وفي بعض الحديث أنه كان معهم فرسان.
والثاني: أنها الخيل في سبيل الله، قاله ابن عباس، والحسن، وعطاء، ومجاهد، وأبو العالية، وعكرمة، وقتادة، وعطية، والربيع، واللغويون.
وكان ابن عباس يذهب إلى أن هذا كان في سريَّة، فروى عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلًا، فلم يأته خبرها شهرًا، فنزلت {والعاديات ضبحًا} ضبحت بمناخرها {فالموريات قدحًا} قدحت بحوافرها الحجارة فأورت نارًا {فالمغيرات صبحًا} صبحت القوم بغارة {فأثرن به نقعًا} أثارت بحوافرها التراب {فوسطن به جمعًا} قال: صبحت الحي جميعًا.
وقال مقاتل: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريَّة إلى حَيَّيْن من كنانة واستعمل عليها المنذر بن عمرو الأنصاري، فأبطأ عنه خبرها، فجعل اليهود والمنافقون إذا رأوا رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تناجَوْا، فيظن الرجل أنه قد قُتِلَ أخوه أو أبوه، أو عمه، فيجد من ذلك حزنًا، فنزلت {والعاديات ضبحًا} فأخبر الله كيف فعل بهم.
قال الفراء: الضبح: أصوات أنفاس الخيل إذا عَدَوْنَ.
وقال ابن قتيبة: الضبح: صوت حلوقها إذا عَدَتْ.
وقال الزجاج: ضبحها: صوت أجوافها إذا عَدَتْ.
قوله تعالى: {فالموريات قَدْحًا} فيه خمسة أقوال.
أحدها: أنها الخيل تُوري النار بحوافرها إذا جرت، وهذا قول الجمهور.
قال الزجاج: إذا عدت الخيل بالليل، فأصابت بحوافرها الحجارة، انقدحت منها النيران.
والثاني: أنها نيران المجاهدين إذا أُوقدت، روي عن ابن عباس.
والثالث: مَكْرُ الرجال في الحرب، قاله مجاهد، وزيد بن أسلم.
والرابع: نيران الحجيج بالمزدلفة، قاله القرظي.
والخامس: أنها الألسنة إذا ظهرت بها الحجج وأُقيمت بها الدلائل على الحق وفضح بها الباطل، قاله عكرمة.
قوله تعالى: {فالمغيرات صبحًا} هي التي تغير على العَدُوِّ عند الصباح، هذا قول الأكثرين.
وقال ابن مسعود: فالمغيرات صبحًا حين يُفيضون من جمع.
قوله تعالى: {فأَثَرْنَ به} قال الفراء: يريد بالوادي ولم يذكره قبل ذلك، وهذا جائز، لأن الغبار لا يثار إلا من موضع.
والنقع: الغبار، ويقال: التراب.
وقال الزجاج: المعنى: فأثرن بمكان عَدْوِهِنَّ، ولم يتقدم ذكر المكان، ولكن في الكلام دليل عليه {فوسطن به جمعًا} قال المفسرون: المعنى: توسطن جمعًا من العدو، فأغارت عليهم.
وقال ابن مسعود: فوسطن به جمعًا، يعني مزدلفة.
قوله تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود} هذا جواب القسم.
والإنسان هاهنا: الكافر.
قال الضحاك: نزلت في الوليد بن المغيرة، وقال مقاتل: نزلت في قرط بن عبد الله بن عمرو بن نوفل القرشي.
وفي (الكَنُود) ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه الذي يأكل وحده، ويمنع رِفْده، ويضرب عبده، رواه أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أنه الكفور، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك.
والثالث: لَوَّام لِرَبِّهِ يَعُدُّ المصيبات، وينسى النِّعَم، قاله الحسن.
قال ابن قتيبة: والأرض الكنود: التي لا تُنْبِتُ شيئًا.
قوله تعالى: {وإنه على ذلك لشهيد} في هاء الكناية قولان.
أحدهما: أنها ترجع إلى الله عز وجل، تقديره: وإن الله على كفره لشهيد.
والثاني: أنها ترجع إلى الإنسان، فتقديره: إن الإنسان شاهد على نفسه أنه كنود، روي القولان عن ابن عباس.
قوله تعالى: {وإنه} يعني: الإنسان {لحبِّ الخير} يعني: المال {لشديدٌ}.
وفي معنى الآية قولان.
أحدهما: وإنه من أجل حُبِّ المال لبخيلٌ، هذا قول الحسن، وابن قتيبة، والزجاج.
قال أبو عبيدة: ويقال للبخيل: شديد، ومُتَشَدِّدٌ.
قال طرفة:
أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَام ويَصْطَفي ** عَقِيلَةَ مَالِ البَاخِلِ المُتَشدِّدِ

والثاني: وإنه للخير لشديد الحبِّ، وهذا اختيار الفراء.
قال: فكأن الكلمة لمَّا تقدم فيها الحب، وكان موضعه أن يضاف إليه (شديد)، حذف الحبّ من آخره لما جرى ذكره في أوله، ولرؤوس الآي.
ومثله {اشتدت به الريح في يوم عاصف} [إبراهيم: 18] فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره.
قوله تعالى: {أفلا يعلم} يعني: الإنسان المذكور {إذا بُعْثِرَ ما في القبور} أي: أُثير وأُخرج {وحُصِّل ما في الصدور} أي: مُيِّز واستُخرج.
والتحصيل: تمييز ما يحصل.
وقال ابن عباس: أُبرز ما فيها وقال ابن قتيبة: مُيِّزَ ما فيها من الخير والشر.
وقال أبو سليمان الدمشقي: المعنى: لو علم الإنسان الكافر ما له في ذلك اليوم لزهد في الكفر، وبادر إلى الإسلام.
ثم ابتدأ فقال تعالى: {إن ربهم بهم يومئذ لخبير} وقال غيره: إنما قرئت {إن} بالكسر لأجل اللام، ولولاها كانت مفتوحة بوقوع العلم عليها.
فإن قيل: أليس الله خبيرًا بهم في كل حال، فلم خص ذلك اليوم؟
فالجواب أن المعنى: أنه يجازيهم على أفعالهم يومئذ، ومثله {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم} [النساء: 63]، ومعناه: يجازيهم على ذلك، ومثله: {يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء} [غافر: 16]. اهـ.

.قال الخازن:

قوله عزّ وجلّ: {والعاديات ضبحًا}
فيه قولان أحدهما، أنها الإبل في الحج قال علي كرم الله وجهه: هي الإبل تعدو من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى، وعنه قال كانت أول غزاة في الإسلام بدرًا، وما كان معنا إلا فرسان فرس للزّبير، وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف تكون العاديات؟ فعلى هذا القول يكون معنى ضبحها مد أعناقها في السير وأصله من حركة النار في العود.
{فالموريات قدحًا} يعني أن أخفاف الإبل ترمي بالحجارة من شدة عدوها فيضرب الحجر حجرًا آخر فيوري النّار، وقيل هي النيران بجمع {فالمغيرات صبحًا} يعني الإبل تدفع بركبانها يوم النّحر من جمع إلى منى والسنة أن لا يدفع حتى يصبح والإغارة سرعة السير، ومنه قولهم أشرق ثبير كيما نغير {فأثرن به نقعًا} أي هيجن بمكان سيرها غبارًا.
{فوسطن به جمعًا} أي وسطن بالنقع جمعًا وهو مزدلفة، فوجه القسم على هذا أن الله تعالى أقسم بالإبل لما فيها من المنافع الكثيرة، وتعريضه بإبل الحج للتّرغيب وفيه تقريع لمن لم يحج بعد القدرة عليه، فإن الكنود هو الكفور، ومن لم يحج بعد الوجوب موصوف بذلك القول الثاني في تفسير والعاديات، قال ابن عباس وجماعة هي الخيل العادية في سبيل الله والضبح صوت أجوافها إذا غدت قال ابن عباس: وليس شيء من الحيوانات يضبح سوى الفرس، والكلب، والثعلب، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغير حالها من فزع أو تعب، وهو من قول العرب ضبحته النّار إذا غيرت لونه، {فالموريات قدحًا} يعني أنها توري النّار بحوافرها إذا سارت في الحجارة، وقيل هي الخيل تهيج الحرب ونار العداوة بين فرسانها وقال ابن عباس: هي الخيل تغزو في سبيل الله ثم تأوي بالليل فيوري أصحابها نارًا، ويصنعون طعامهم، وقيل هو مكر الرّجال في الحرب، والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه أما والله لأقدحن لك ثم لأورين لك، {فالمغيرات صبحًا} يعني الخيل تغير بفرسانها على العدو عند الصّباح لأن النّاس في غفلة في ذلك الوقت عن الاستعداد، {فأثرن به} أي بالمكان {نقعًا} أي غبارًا {فوسطن به جمعًا} أي دخلن به أي بذلك النّقع وهو الغبار، وقيل صرن بعدوهن وسط جمع العدو، وهم الكتيبة وهذا القول في تفسير هذه الآيات أولى بالصّحة، وأشبه بالمعنى، لأن الضبح من صفة الخيل، وكذا إيراء النار بحوافرها، وإثارة الغبار أيضًا، وإنما أقسم الله بخيل الغزاة لما فيها من المنافع الدينية، والدنيوية، والأجر، والغنيمة، وتنبيهًا على فضلها، وفضل رباطها في سبيل الله عزّ وجلّ، ولما ذكر الله تعالى المقسم به ذكر المقسم عليه.
فقال تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود} أي لكفور وهو جواب القسم قال ابن عباس: الكنود الكفور الجحود لنعمة الله تعالى، وقيل الكنود هو العاصي، وقيل هو الذي يعد المصائب، وينسى النّعم، وقيل هو قليل الخير مأخوذ من الأرض الكنود، وهي التي لا تنبت شيئًا، وقال الفضيل بن عياض الكنود: الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان، وضده الشّكور الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة {وإنه على ذلك لشهيد} قال أكثر المفسرين: وإن الله على كونه كنود الشّاهد، وقيل الهاء راجعة إلى الإنسان، والمعنى أنه شاهد على نفسه بما صنع {وإنه} يعني الإنسان {لحب الخير} أي المال {لشديد} أي لبخيل والمعنى أنه من أجل حب المال لبخيل، وقيل معناه وإنه لحب المال وإيثار الدّنيا لقوي شديد {أفلا يعلم} يعني هذا الإنسان {إذا بعثر} أي أثير وأخرج {ما في القبور} يعني من الموتى {وحصل ما في الصدور} أي ميز وأبرز ما فيها من الخير والشر {إن ربهم بهم} أي جمع الكناية لأن الإنسان اسم جنس {يومئذ لخبير} أي عالم والله تعالى خبير بهم في ذلك اليوم، وفي غيره، ولكن المعنى أنه يجازيهم في ذلك اليوم على كفرهم وإنما خص أعمال القلوب بالذّكر في قوله، {وحصل ما في الصّدور} لأن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب، فإنه لولا البواعث والإرادات التي في القلوب لما حصلت أعمال الجوارح والله أعلم. اهـ.